مطار بوربانك بلا مراقبين.. شلل حكومي يربك حركة الطيران في كاليفورنيا

مطار بوربانك بلا مراقبين.. شلل حكومي يربك حركة الطيران في كاليفورنيا
مطار بوربانك الأمريكي - أرشيف

شهدت ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أزمة غير مسبوقة بعد أن بقي مطار بوربانك في لوس أنجلوس بلا مراقبين جويين لعدة ساعات، نتيجة الشلل الفيدرالي الناجم عن الفشل في إقرار ميزانية الولايات المتحدة، وفق ما أعلن حاكم الولاية غافن نيوسوم.

ويُعد مطار بوربانك من المطارات الحيوية في منطقة لوس أنجلوس، إذ يستقبل سنوياً نحو ستة ملايين مسافر، ويخدم مزيجاً من الرحلات الداخلية والتجارية، ما جعل انقطاع المراقبة الجوية فيه حدثاً نادراً أثار قلقاً واسعاً بين المسافرين وشركات الطيران، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.

انتقادات من حاكم الولاية

وجّه الحاكم الديمقراطي نيوسوم انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محمّلاً إياه مسؤولية ما أسماه بـ"الشلل السياسي" الذي أدى إلى هذا الوضع.

وكتب نيوسوم بسخرية على منصة إكس (تويتر سابقاً): "شكراً دونالد ترامب! مطار بوربانك خالٍ من مراقبي الحركة الجوية من الساعة 16:15 حتى 22:00 بسبب الشلل في الميزانية الذي تسببتَ به".

وأكد أن تعطيل المرافق الحيوية نتيجة الخلافات الحزبية حول الميزانية يعرّض سلامة المواطنين للخطر ويقوض ثقة الأمريكيين في المؤسسات الحكومية.

تأخيرات في الرحلات

أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) في نشرة عاجلة أن الرحلات المغادرة من مطار بوربانك تأخرت بمعدل ساعتين ونصف الساعة، مشيرة إلى أن السبب يعود إلى "نقص في الموظفين" جراء توقف عدد من المراقبين عن العمل.

وأوضحت مصادر في المطار لوكالة فرانس برس أن العمليات الجوية "استمرت بشكل محدود"، لكن بعض المهام الحساسة التي يؤديها برج المراقبة في بوربانك نُقلت مؤقتاً إلى فريق بديل في مدينة سان دييغو، التي تبعد أكثر من 200 كيلومتر جنوباً، وفق ما نقلته قناة "ABC 7".

وأوصت إدارة المطار المسافرين بالتواصل مع شركات الطيران قبل الحضور إلى المطار للتأكد من مواعيد الرحلات وتفادي الازدحام الناتج عن الإلغاءات والتأخيرات المحتملة.

شلل حكومي يعمّ البلاد

تأتي هذه الأزمة في ظل شلل حكومي شامل دخل يومه السادس، بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق بشأن ميزانية البلاد.

وبسبب نقص التمويل الحكومي، أغلقت عدة وكالات فيدرالية أبوابها، بينما تم تسريح مئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية مؤقتاً، ما أعاد إلى الأذهان أسوأ فترة إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة التي وقعت عام 2018 أثناء ولاية ترامب، واستمرت 35 يوماً متواصلاً.

ورغم أن مراقبي الحركة الجوية يُعدّون من العمال الأساسيين الذين يُفترض استمرار عملهم حتى أثناء الإغلاق الحكومي، فإن النظام القائم على التطوع والالتزام الأخلاقي بدأ يظهر هشاشته، حيث اضطر عدد منهم إلى التوقف عن العمل بسبب الضغوط المعيشية وعدم تلقي الأجور.

خلافات تعمّق الأزمة

يقترح الجمهوريون حالياً تمديداً مؤقتاً للميزانية حتى نهاية نوفمبر لتفادي المزيد من الشلل الإداري، لكنّ الديمقراطيين يرفضون هذا المقترح، ويطالبون بتمديد برامج التأمين الصحي العام للفقراء وإلغاء بعض تخفيضات الإنفاق الصحي التي فرضها اليمين مؤخراً.

ويرى مراقبون أن استمرار الخلاف بين الحزبين يهدد بتعطيل مؤسسات حيوية أخرى، بينها المطارات، والموانئ، وقطاعات الخدمات العامة، ما قد يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الأمريكي وحياة الملايين من المواطنين.

تاريخ من الأزمات المتكررة

سبق أن شهدت الولايات المتحدة إغلاقات حكومية متكررة بسبب الصراعات السياسية حول الميزانية، إلا أن الوضع الحالي يبدو أكثر تعقيداً، خاصة في ظل التوترات الانتخابية المتصاعدة واقتراب موسم الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي وقت تتزايد فيه التحذيرات من تأثير الإغلاق على الأمن الجوي والسلامة العامة، يخشى الخبراء أن يستمر الشلل لأسابيع قادمة، ما سيجعل الأزمة الحالية الأطول منذ عقدٍ كامل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية